الأحد، 12 أغسطس 2012

خربشة شاب عماني في تاكسي (1) ما بين مسقط والبلد (يوم الخميس)!!


االرجال يمتهنون  النسيان وتمتهن  النساء التذكر ...
هذه هي مقولتي الدائمة وشعاري فلا يعني كوني رجل ان اتحيز لصالح الرجال بل انا مع النساء دائما ولكني للأسف  ، انا رجل امتهن التذكر فقط  فانا اول شخص  يثبت ان نظرتي خاطئة  فلذلك من البداية لا تأخذوني قدوة فأنا رجل الاخطاء خذوا من حديثي من يناسبكم او  لا تأخذوا شيئا أبدا فبالأحرى  لن تجدوا ما يناسبكم أو يناسب عقولكم  الواقعية......
نسيت ان اعرفكم بنفسي  او بأنا  فأنا أعتقد انا ونفسي  لا نتشابه على الارجح  فنحن دائما في صراع دائما لا تفق أبداً فيبدو انني أنا  الشيطان الذي تحاول نفسي ان تروضه قليلا ولن يبدو انها سوف تستسلم  في النهاية ..
اسمي سلطان اذ كان التعريف يعني الاسماء ، من بلدكم ويمكن أن أكون من جيرانكم  الخلاصة  أنا منكم وفيكم ولكم ، عايش في مسقط ولا تستغربوا أني أكتب في تاكسي مع أني عندي سيارة عشان أكتب ، كيف بسوق وأكتب ؟؟ عشان تزيد الحوادث المرورية أكثر والسبب هذه المرة الكتابة !!!!!
في أول أسبوع لي في العاصمة أنا تائه تماماً ،وهذه خربشتي الأولى !!!
ولدنا كلنا في حيز  ما بين الماضي والمستقبل والحاضر ، وكانت الأفكار في تسابق لتملآ تلك الفراغات في عقولنا ، ما بين أفكار الماضي لأجدادنا وآباءنا ، وما بين  أفكار المستقبل في العولمة  والحضارة والتطور وما بين  حاضرنا الذي يناقضنا قبل أن نناقضه ... نعيش أما في سجن التقليد لعادات وتقاليد يشرف على ضبطها الرجل المتقنع بقناع  الدين ، لأنه  يدرك ان الدين هو الخط الأحمر الذي لن يجرؤ الشاب على تخطيه ... وما بين صحراء التطور والعولمة  التي يشرف على ضبطها  الرجل  المقتنع  بقناع العلم ، لأنه يدرك خبايا النفس البشرية في تقبل  كل  ما يثبته العلم .
فيكون الناتج  البشري أما جيل  متدين متصوف  يؤمن أن التجديد والتغير هو  أول الخطوات  نحو الكفر ودخول النار ، فيطالب بمنع المرأة من الخروج حتى لا تثير الفتنة ، بمنع الاختلاط لدرأ المفسدة .......
وأما جيل  يؤمن بحرية التجديد والتغير بلا ضوابط وحدود  ليكون أول خطواته لعيش الحياة ، فيؤمن بأن لا حدود  في العلاقة ما بين الرجل والمرأة ، وبأن حجاب  المرأة ليس سوا وسيلة  لذل المرأة وبأن أول خطوات التغير هو ترك  القيود الدينية  والعيش بالحرية المطلقة .  
يعيش الجيل  العربي  والعماني ما بين رجعية  التقليد  والتي  لن تساعد الا من يريد  العيش في حالة من الركود في مستنقع  الماضي ولن يخطو خطوة الى الأمام  وربما يعود الى حياة أهل الكهف في يوم ما دون أن يدري ....وما بين عولمة  المستقبل التي تفتح له كلا يديها  ليعيش حياة  التفتح  والحرية المطلقة بدون ضوابط متوهما أن هذه الموجة  سوف تحمله الى السعادة الأبدية .
المفارق  الملاحظ في جيلنا أنه يمسك العصا كل مرة من الجانب الذي يريده  بدل أن يمسكها من النصف ،  الآن  أن كل واحد يأخذ مصلحته من كلا الجانبين حسب هواءه فإذا كان الدين سيحقق مصلحته  فأنا متدين ، أما أذا كانت العولمة هي التي تحقق  مصلحته فأنا علماني ،أن ما لا مجال لشك فيه أن  الإنسان  بوجه عام  يحب مصلحته وذاته ، فهل يعني هذا أن علينا تقبل هذه الفطرة البشرية ؟؟؟!! فأكون يوما رجل الدين ويوما رجل العلمانية!! أكون يوما شاب مسقط المنفتح على كل شيء ويوما  شاب البلد المنغلق على كل شيء !!!
لنحاول مسك العصا من النصف  يا أولاد وبنات البلد..